بحبك يا غالي مدير عام
رقم العضوية : 87
عدد المساهمات : 2907 نقاط : 31401 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/12/2009 المزاج : رومنسي
| موضوع: القصة الثالثة السبت يناير 09, 2010 2:54 am | |
| (3) أما " سمعان " فقد ذهب بعيدًا .. وبعيدًا جدًا ، فى أماكن لا يعرفه فيها أحد . وركب البحار والسفن أجيرًا ، وخادمًا عند كبار التجار ، فتعلم منهم الكثير وفطن إلى ما يعملون ! إن الأمر صار معروفا لديه تمامًا. فما يقوم التاجر من هؤلاء إلا أن يشترى بضاعة من بلد تكثر بها هذه السلعة ، فيشتريها بأسعار زهيدة . ثم يأخذها التاجر ويذهب إلى بلد أخرى يندر فيها وجود هذه السلعة ، فيبيعها بأعلى الأسعار . وبين فرق الأسعار هنا وهناك ، يُكَوِنُ التاجرُ ثروته . فألهمه الله أن يدخر مبلغًا ، من الأموال التى تخرج له من عمله كأجير . ومع الأيام .. وبمرور الوقت .. صار لدى "سمعان" مبلغًا لا بأس به ، لأن يبدأ به ، فاشترى تجارة بسيطة ثم أخذها ونقلها من بلد إلى أخرى .. وكان سمعان يرى ذلك بعينيه كثيرًا ، لكنه حين فعل ذلك وجربه بنفسه فوجئ بالأموال الطائلة التى يجنيها من هذا العمل ، فاغتنى وكثر ماله . وأراد الله به أمرًا ، فنجحت تجارته ، وتوالت الأيام وهو يزداد نجاحًا إلى نجاحه ، وصار معروفًا فى معظم البلاد الذى يتردد عليها كتاجر من أعظم التجار. يتمنى التجار أن يتعاملون معه ، يبيعونه أنواعًا من البضاعة ، ويشترون منه أنواعًا أخرى. وعُرف بأمانته وصدقه . وفى أثناء ذلك كان سمعان يرى من عجائب خلق الله ما يرى . لكنه أبدا لم يرى أعجب من حديث الرجل الغريب له ، وكان يحن إلى بلده ومسقط رأسه .. ويمنعه الماضى أن يرجع .. وجذبه الحنين إلى بلده .. وهذا أمر غرسه الله تعالى فى كل إنسان ، أن يحن إلى البلد الذى نشأ فيه .. ودار هذا الحوار فى نفسه : إلى متى أيها الرجل تعيش هاربا بعيدًا عن أوطانك لقد مر ما يزيد عن عشرين عاما على الرحيل ؟ وهنا هداه تفكيره إلى أن يرجع متخفيًا فى صورة تاجر كبير .. | |
|