استغل نجم الإعلام الرياضي العربي، وصاحب "صدى الملاعب"، الحصة الأنجح على قناة الـ "آم بي سي" استضافة منتدى "الشروق" له ليكشف عن جديد الحصة التي ستزور بعد رمضان بيوت الكثير من نجوم المنتخب الوطني الجزائر. كما أماط اللثام عن الكثير من الجوانب الحميمية المجهولة في حياته الشخصية ومسيرته الإعلامية. ووفى الآغا زيارته الأولى للجزائر بـ "الحلم الذي تحقق". السيد علي فضيل - مدير عام "الشروق"
"نشكركم على وقوفكم مع المنتخب الوطني الجزائري""باسمي الخاص وباسم طاقم "الشروق" أرحب بضيفنا مصطفى الآغا، وهو واحد من الإعلاميين العرب المرموقين.. نشكركم كشعب جزائري على كل مجهوداتكم التي بذلتموها خدمة للرياضة وكرة القدم تحديدا، وعلى وقوفكم مع المنتخب الوطني الجزائري في المونديال وفي نهائيات كأس أمم إفريقيا من خلال التغطية الرائعة التي قامت بها حصتكم التلفزيونية "صدى الملاعب"، والتي ركزت على الجوانب غير المرئية في المشاركة الجزائرية، وعلى ارتدائكم قميص منتخبنا الوطني في الكليب الذي بث بمناسبة كأس العالم..دعونا إذن نكرمكم وندعوكم إلى مواصلة الدرب".
ضيف "الشروق" يقدم نفسه للقراء
"الآغا تاريخيا إنسان مكروه و جاهل و حقود" قبل أن يستطرد ضيف "الشروق" في الحديث عن طفولته عرج على تفسير كلمة الأغا وبكل دعابة و روح رياضية قال الأغا : "تاريخيا تعني إنسان مكروه وجاهل و حقود لان السلطان التركي كان يستعمله في الإغارة على الشعوب و كان يمنحه في المقابل مقاطعات بما فيها من حجر وشجر ليسلط سيفه على رقابهم".
أما عن نفسه فأكد على أن "مصطفى الأغا إنسان بسيط، من عائلة كبيرة تضم 11 أخا 6 بنات و5 ذكور..جنسية انجليزية، تخرجت من جامعة دمشق وعملت أستاذا جامعيا في قسم اللغة الإنكليزية، اشتغلت كصحفي بجريدة الإتحاد السورية.." قال الأغا وهو يسرد علينا أهم المحطات التعريفية بمساره، مضيفا انه درس في جامعة أوكسفورد، وبدايته كانت وعمره 17 سنة، حيث وخلال دراسته الجامعية بدأ العمل في التلفزيون السوري قبل أن يقدم برنامج "ما يطلبه الرياضيون"، وأكد أبو كرم أنه عمل في التلفزيون السوري لمدة 16 سنة معلقا على مباريات كرة القدم والسلة والطائرة وكذا الدورات العربية والمتوسطية، إضافة إلى التعليق على العديد من المباريات الأوروبية والعالمية وكؤوس العالم وذلك قبل وصوله لقناة "الأم بي سي".
"الجزائر هي كمن يسمع عن شيء ويتمنى أن يراه" كشف مصطفى الأغا أن المشاهدين العرب أطلقوا إشاعة مفادها أنه جزائري و أن زوجته المذيعة مي الخطيب جزائرية، على خلفية وجود عائلتها سابقا في الجزائر، خاصة ولادة أحد إخوتها على تربتها الزكية. واعتبر هذه الإشاعة شرفا له بغض النظر عن صدقيتها.
وبرر الأغا تأخر زيارته لغاية اليوم لبلد الشهداء في ظل وجود محبة كبيرة له من قبل المشاهد الجزائري قائلا: "أن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل أبدا"، ملمحا إلى "توقف النشاط في الجزائر على مختلف الأصعدة في الفترة السابقة". قبل أن يعترف "الجزائر هي كمن يسمع عن شيء ويتمنى أن يراه".
قصة التفاوض مع مغني للالتحاق بـ "صدى الملاعب"كشف مصطفى الآغا بأن اللاعب الدولي مراد مغني، وسفير "الشروق" للروح الرياضية ولأعمالها الخيرية، كاد أن يكون محللا للمونديال الإفريقي في حصة "صدى الملاعب: "فقد اقترح علينا أحد ممولي الحصة أن يكون اللاعب مراد مغني محللا في قناتنا خلال المونديال، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق بسبب مطالب نجم لازيو المادية".
"لا مانع في التنقل إلى النجوم وضيفنا القادم سيكون ميسي" اعترف الآغا بصعوبة استضافة النجوم الكبار في بلاطو "صدى الملاعب" وأضاف: "بمناسبة حفل توزيع جوائز "السوبر" بدبي كان ميسي مقيما على بعد نصف كيلومتر من مقر قناتنا ورغم ذلك لم نتمكن من استضافته في البلاطو، علما أيضا أن توقيت الحصة على الثانية صباحا يدفع بالنجوم إلى التردد في النزول ضيوفا عليها حتى لا يتهمون بالسهر وعدم الانضباط، لكننا بالمقابل لا نجد إشكالا في التنقل إليهم كما فعلنا مع أسماء كبيرة مثل رونالدو وبيرباتوف وكما سنفعل مع ميسي".
"كنت خياطا و بناء وغاسل صحون""ككل سوري عملت في العطل الصيفية أيام الدراسة، حيث لم اترك مهنة ولم أشتغل بها.. عملت خياطا، ونجارا ودهانا، وبناء، وحتى في غسل الصحون" ، وأوضح أن هذه المراحل لا تخص الطفل مصطفى الأغا بل هي عادة لدى السوريين الذين يفرضون على أولادهم العمل أثناء العطل الصيفية من أجل كسب معرفة بمختلف الحرف تعينه على حياته، وعبر الأغا عن رفضه للحياة التي يعيشها ابنه والمتوفرة على كل كماليات الحياة، وقال إنه يأمل أن يمتهن ابنه حرفا تكسبه مزيدا من الخبرات وتقنيات الحياة، "وهو ما وقع لي حيث تعلمت في هذه المراحل وعن طريق مختلف المعلمين في مجالات شتى فن التعامل وفن الكلام"..
وعرج صاحب البرنامج الأحلى والأجمل كما يقول على الأسباب التي تركته يرفض أن يبقى حارس مرمى في كرة اليد وكذا حراسة المرمى في كرة قدم قائلا: "نصحتني احدى الشخصيات التي لن أقول لكم عن اسمها حين قالت لي دعك من اللعب كحارس مرمى، لأنه لدينا لاعبين وحراس مرمى، وليس لنا إعلاميون" وهي النصيحة التي لم ينسها الأغا بل شكر صاحبها وقال إنه يتذكرها دائما ويشكرها على نصيحتها الثمينة.
"شهرتي أبعدتني عن عائلتي"لأجناس ويتحدثون إلي في كل المواضيع"، حتى وإن كان هذا يأخذ من وقته الكثير.
وأوضح الأغا الذي ملأ جو المنتدى بمزاحه ونكته الخفيفة، أنه يحب ممارسة حياته على طبيعته وبشكل عادي، "لكن هذا لا يتاح لي كثيرا فطالما عبرت زوجتي عن امتعاضها من حياتنا بهذا الوجه، فلا مجال للخصوصية في عائلتنا فكل شيء يخصنا لا أتوانى في ذكره على الشاشة"، فهو يقول - صاحب أشهر برنامج رياضي عربي- يحب" أن يأكل في المطاعم الشعبية، وزيارة حديقة الحيوانات رفقة ولده واللعب معه، كما أحب الأحياء الشعبية، وهذا ما كان يزعج مي الزوجة"..
وصف فهم الجزائريين للكرة بـ "غير المعقول"
"الشعب الجزائري يعطينا دائما دروسا مذهلة في التشجيع" في إجابة مصطفى الآغا عن سؤال تعلّق برأيه في المناصر الجزائري قال: "هناك فارق بين مشجع سينما وهو الذي يتفاعل فقط مع اللقطات المثيرة، وغيره من المشجعين. أنا شخصيا ذهلت أمام المشجعين الجزائريين، ومدى معرفتهم غير المعقولة بكرة القدم وعشقهم الخارق لها". وأضاف: "الشعب الجزائري يعطينا دائما دروسا مذهلة. عندما خسر المنتخب الجزائري أمام نظيره الأمريكي خرج مشجعا، وأعطى صورة إيجابية للشعب الذي يقف وراء منتخب بلاده ظالما أو مظلوما، منتصرا أو منهزما".
واستطرد نجم البرنامج الرياضي الأحلى والأجمل قائلا: "واضح أنّ الجزائريين يعلّقون آمالا كبيرة على منتخبهم، وهذا ما اكتشفته من خلال آراء كلّ الذين التقيتهم من الجزائريين في الجزائر وخارجها، وبيّنوا لي أنّهم يتابعون الرياضة بشغف إلى درجة أنّ جزائريات تنقلن إلى أم درمان السودانية لمتابعة مباراة الفصل".
"آمال بوشوشة أنقذتنا من ورطة النائم" اعتبر مصطفى الآغا أنّ الكثير من المواقف التي حدثت له في برنامجه "صدى الملاعب" على قناة "أم بي سي" على مدى 1500 حلقة كانت محرجة ولم تكن طريفة، وكشف الآغا لـ "الشروق" عن آخر موقف حدث له خلال إحدى الحلقات: "آخر موقف حدث لي كان يوم 5 جويلية، وصادف تبليغ أحد الفائزين في مسابقة البرنامج بفوزه، وعندما اتّصلنا به كان نائما وهو الأمر الذي اضطرّنا إلى الانتظار 5 دقائق قبل معاودة الاتّصال به، ولحسن الحظ أنّ الحلقة كانت تستضيف الفنانة الجزائرية أمال بوشوشة التي قامت بأداء الأغنية الشهيرة لوردة الجزائرية "عيد الكرامة والفدا" في انتظار أن يلتحق الفائز بخط البرنامج الهاتفي".
وكشف الآغا بأنّ 30 ألف "إيمايل" كانت تصله على الأنترنيت، وكان لا يستطيع قراءة جميعها، ممّا دفعه إلى إلغاء عنوانه الإلكتروني، كما كشف أنّه يكتب دوريا لعشر مطبوعات في مختلف شؤون الحياة من رياضة وسياسة وثقافة، وأنّه يكتب الأفكار التي يشعر بها.
قال بأن "زمن الخوف قد ولى"
"على الحكومات العربية أن تدرك بأن التضييق لن يوصلها إلى شيء"لم يتردّد الآغا في إطلاق النار على الحكومات العربية عندما سألته "الشروق" عن رأيه في خريطة الإعلام العربية : "على الحكومات العربية أن تفهم بأنّ عصر الخوف قد ولّى، أنا من جيل عصر الإذاعة، لكنّ المشاهد العربي اليوم يبحث عن الحقيقة في إعلام الآخر البي بي سي مثلا، ونحن اليوم في عصر إعلام "الفايس بوك"، وعلى الحكومات أن تعرف أنّ التضييق لن يأتي بأية نتيجة". واعترف الآغا أنّ التعددية تحرج الإعلام الحكومي، ونصح الحكومات العربية بعدم الخوف من التعددية الإعلامية لأنّ التنافس هو في مصلحتها، وأضاف بأنّ أي إعلامي عربي يعرف جيدا الخطوط الحمراء. وختم الآغا إجابته عن هذا السؤال بالتأكيد على أنّ "المواطن العربي من حقه أن يتحدث في شؤونه، ويجب على الحكومات أن تسمح للإعلام الخاص بفرصة التواجد، وأنا ضد الإعلام الممول من الخارج بسبب أنّ له أجندات خارجية".
"رفضت التمثيل ولن أصل إلى السنيما إلا متفرّجا" كشف الإعلامي مصطفى الآغا عن رفضه لعروض سنيمائية تلقاها من جهات مختلفة، مصرّحا "لن أصل إلى السينما إلا كمتفرّج".
وأفصح الآغا عن سبب الرفض للأدوار المتمثلة في دور مذيع تلفزيوني "إن السنيمائيين لا يعرفون أن العمل في الشاشة الصغيرة عفوي لا نحضّر له مسبقا ولا نمثل أمام الكاميرا" مشهدا محمود ڤندوز على ذلك من خلال الاستضافات المتكررة له في "صدى الملاعب".
وعاد ضيفنا بالذاكرة للوراء محصيا برامج قدّمها مع نجوم في الفن والإعلام، كالممثلة أمل عرفة، تامر عبد المنعم ، رزان وغيرها، لكن كلّها كانت في إطار إعلامي لا يصل إلى عتبة التمثيل ولا يخرج عن العفوية.
"تكريمي في السودان كان متوقعا"لم يستغرب الإعلامي السوري مصطفى الآغا مبادرة السودان إلى تكريمه منذ أيام، لأن برنامجه أسس لخط جديد في تناول قضايا الرياضة في الوطن العربي، وكذا "لأن السودانيين رأوا في الحصة امتدادا عربيا لأن صدى الملاعب البرنامج الوحيد الذي يغطي كل العرب في مجال الرياضة".
واستذكر أيضا تكريمات رئاسية أخرى حظي بها مرتين في بلده سوريا من الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى تكريمات بكل من ليبيا، البحرين والكويت.
وقال ضيف الشروق "كل يوم نحظى فيه بتكريمات جديدة من رؤساء وحكومات تدل على اهتمام الساسة والرؤساء بالرياضة"، ونفى تكريم الرئيس عمر البشير شخصيا له "بل عضو في البرلمان السوداني ووزير الإعلام".
ولم يغفل الآغا فرصة هذا التكريم ليتمنى للسودان مستقبلا سمته الوحدة: "إن السودان مقدم على تسعة أشهر صعبة جدا، إما أن يكون واحدا أو يتفرّق، وربّما من خلال الرياضة يتوحّد هذا البلد".
"ڤندوز خيارنا اليوم وبكرة وحتى الموت" عن سؤال حول سر تشبثه بالقائد السابق للخضر محمود ڤندوز رغم الانتقادات التي وجهت إليه، بسبب كلامه الذي وصف بـ "الجارح" في حق أداء الخضر ومدربهم رابح سعدان رد الآغا: "محمود يا أخي لاعب دولي سابق شارك مرتين في كأس العالم وله رأيه كلاعب وكتقني في كرة القدم وفي منتخب بلاده، ومن حقه التحدث بكل ديمقراطية مثله مثل كل أصحاب الاختصاص".
وأضاف نجم الـ "آم بي سي": "نحن في سوريا كنا نتمنى أن يكون محمود مدربا لمنتخبنا لأنه كفء، كما أنه من الأشخاص الذين يقولون ما في صدورهم دون خوف لا سيما ما يتعلق بشؤون وطنه، فهو لا يجامل، علما وأن محمود كان قد قرر الاعتزال لكنني رفضت وأقنعته بالعودة حفظا لمكانته وكرامته"، قبل أن يشدد على أن "ڤندوز خيارنا اليوم وبكرة وحتى الموت".
"أنا ضد فكرة المدرب الأجنبي"أعلن الآغا رفضه التام لفكرة التعاقد مع مدرب أجنبي: "كنت ولا زلت دائما ضد الفكرة، أنظر مثلا إلى فشل المدرب سكولاري مع تشيلسي، وإلى فضيحة كابيلو مع إنجلترا و هو الذي يتقاضى 11 مليون أورو سنويا"، قبل أن يضيف "أنتم محظوظون في الجزائر لأنكم تملكون مدربين كبار من طينة سعدان وڤندوز وماجر، و هو شيء نحلم به نحن في سوريا".