كأي شيء في حياتنا العصرية لم يسلم اللبن الحليب من القيل والقال والرأي ونقيضه بهدف زحزجته عن عرش الاطعمة، فلقد تفرغ بعض العلماء للبحث في حقيقته فتناولوه بالبحث والتنقيب متسائلين:
هل الحليب غذاء صحي ومفيد فعلا؟
وقرروا مناقشة بل وكسر القاعدة القائلة بان (اللبن الحليب غذاء صحي ومفيد ) .
مستنكرين انها مقولة تجري على ألسنة الناس مثل القواعد التي لا تناقش.
وفي النهاية طالبوا باستبعاد الحليب بالكامل من قائمة غذاء الانسان ، معددين الآثار السلبية والضارة بالصحة التي تنتج عن تناوله ، وساند هذه الفكرة في عقول المستهلكين ما يتوارد في الأخبار عن التأثيرات الضارة للمواد الحافظة التي تضاف إلى هذه المنتجات خلال تصنيعها .
فذكر هؤلاء العلماء عن حليب البقر آثارا جانبية كثيرة ومؤكدة ، منها على سبيل المثال الحساسية التي تحدث لعدد كبير من الناس من جراء تناوله مثل حمي القش ، والربو ، والالتهاب الشعبي والتهاب الجيوب الأنفية ، وأمراض البرد والزكام والتهاب الأذن .
ويرجح الباحثون أن منتجات الألبان ومنها الجبن مثلا هي سبب أساسي للإصابة بالصداع النصفي ، ولقد وجدوا أن كثيرين من مرضي الصداع النصفي قد تحسنوا بعد أن توقفوا عن تناول الحليب ومنتجاته .
وفي مقالة علمية نشرت في ابريل 2001 في مجلة «المناعة» قررت مجموعة من الباحثين أن الغذاء المحتوي على حليب البقر قد يكون هو السبب في زيادة معدل الإصابة بمرض السكر عند الأطفال الذين يعانون من خلل جيني يؤهلهم لذلك.
وهناك عديد من البشر الذين لايتقبلون مادة اللاكتوز وهي سكر الحليب ، فتسبب لهم حالات الحساسية ، وتبلغ نسبتهم 98 % من البشر . ويحتاج الجسم لكي يهضم اللبن الى تكسيره إلى مركبين هما اللاكتوز والكازيين، بعد ذلك يعمل أنزيم اللاكتاز على تكسير اللاكتوز ، بينما يكسر أنزيم الرينين ( المنفحة ) بروتين الكازيين ، والمشكلة أنه عند سن الثالثة أو الرابعة يختفي أنزيم الرينين من القناة الهضمية للإنسان - ما عدا نسبة قليلة - كما يختفي أيضا أنزيم اللاكتاز ، وهكذا تصبح أجسام غير الأطفال عاجزة عن هضم وامتصاص منتجات الألبان بطريقة سليمة .
قد يكون الحليب مصدرا مهما للبروتين والكالسيوم ، ولكن ليس من الضروري تناول الحليب من أجل الحصول على هذه الفوائد ، حيث إن مجرد تسخينه يؤدي إلى تغييرات في طبيعة بروتيناته ، كما أنه يمكن الحصول على البروتين من مصادره الأخرى سواء النباتية كالبقول أو الحيوانية كالبيض واللحوم والدواجن والأسماك .
والحليب غني بالدهون التي قد لا تفيد من يريد الحفاظ على وزنه إلا بعد تخليص الحليب منها . ولكن الكالسيوم أيضا يوجد في الأغذية التي تنمو من الأرض ، فالكالسيوم موجود في التربة والنباتات تمتص منها الكالسيوم ، فتحصل الحيوانات على احتياجاتها من الكالسيوم من النباتات ، وهذا ما يجعل المنتجات الحيوانية غنية بالكالسيوم ، فلماذا لا نحصل نحن على الكالسيوم من نفس المصدر النباتي مثل الحيوانات التي تنتج كميات ضخمة من الحليب تحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم؟ إن الأوراق الخضراء للنباتات هي المصدر الأول للكالسيوم ، وكل البذور والمكسرات النيئة والبقول والفواكه الطازجة والمجففة غنية بالكالسيوم . والماغنيزيوم أيضا مهم لامتصاص الكالسيوم وبوجوده مع الأغذية الخضراء والنباتية فان احتياجك للكالسيوم سيتم تلبيته بصورة جيدة . ولكن تذكر ، فان كثير من الكالسيوم له آثار سلبية على الصحة مثل تكون حصوات الكلى : :ثانكس: :..............