ثواب الداعي الى الهدى

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا رواه مسلم.

رحم الله الشيخ عبد الرحمن على اتخاذ هذه الأحاديث المتنوعة في موضوعات وفي أبواب، الحديث المتقدم يتعلق بأصل من أصول الاعتقاد، والذي قبله كذلك يتعلق بما يتعلق بأصل وهو الإيمان بالله الذي هو أصل الأصول.

وهذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه مثل آثام من تبعه، لا ينقص من آثامهم شيئا .

هذا الحديث تضمن الترغيب في الدعوة إلى الله وإلى دينه، الدعوة إلى ما يحب والتحذير من الدعوة إلى خلافها، فهما دعوتان دعوة إلى الهدى ودعوة إلى الضلال.

فالله يدعو إلى الهدى ورسله هم الدعاة أئمة الدعاة إلى الهدى وأتباعهم على سبيله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فيتناول الدعوة إلى الله أو الدعوة إلى الهدى، الدعوة إلى أصل الدين إلى التوحيد إلى الإيمان بالله إلى الدخول في الإسلام، دعوة الكفار هذه دعوة.

هذا أصل الدعوة إلى الله إلى الإيمان به إلى توحيده إلى عبادته وحده لا شريك له، ثم تأتي الدعوة إلى بقية شرائع الإسلام؛ شرائعه وأصوله على اختلاف أنواعه، فرائضه ومستحباته، الدعوة إلى الإيمان بالرسول إلى اتباع الرسول إلى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.

يدخل في ذلك الدعوة إلى الإيمان بأسماء الله وصفاته إلى ما وصف الله به نفسه ووصف به رسوله، ويكون هذا بالبيان ببيان ذلك للناس وتعريفهم بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

تلاوة القرآن، الدعوة تكون بالقرآن فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ الدعوة تكون بالقرآن وبالسنة، بتلاوة القرآن ببيان تفسير القرآن، بذكر السنة وبيان معانيها، بالترغيب، بالموعظة، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .

الدعوة إلى أصول الإسلام أصول الإيمان، تعليم الناس ما أوجب الله عليهم، الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة إلى الصدق، الدعوة إلى بر الوالدين وصلة الأرحام، الدعوة إلى مكارم الأخلاق من العفو والصفح والصبر والحلم، الدعوة إلى الإحسان إلى الخلق.

كل هذا داخل من دعا إلى هدى كلمة "الهدى" هذه يدخل فيها كل ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فيدخل في ذلك العلم والعمل.

إذا أطلق الهدى جاء وحده شمل العلم والعمل، وإذا قرن بدين الحق كما في بعض الآيات: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فالهدى يفسر بالعلم النافع، ودين الحق يفسر بالعمل الصالح؛ والعلم النافع هو من دين الحق، والعمل الصالح هو من الهدى.

ثم الناس بعد دعوتهم يصيرون فريقين كما هي سنة الله في العباد وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ يصيرون فريقين فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فمنهم من يستجيب للدعوة ومنهم من يأبى.

وهذا شامل أيضا لأنواع المدعوين وأنواع ما يدعى إليهم من الهدى، كما تقدم من الكفار من إذا دعي استجاب وآمن ودخل في الإسلام ومنهم من يأبى ويستكبر ولا يوفق، وهكذا ما يدعى من المسلمين إلى ما أوجب الله عليه، إلى ترك ما حرم عليه، منهم من يستجيب ومنهم من يأبى.

قال صلى الله عليه وسلم: كان له مثل أجر من تبعه يعنى من استجاب له وعمل بما دعي إليه وأُمر به، يكون للداعي مثل أجر من انتفع بدعوته واستجاب لدعوته، من غير أن بنقص من أجور التابعين شيئا، لهم أجورهم ولهذا أجره.

وهذا يدل على فضل الدعوة وأن الداعي كل ما نفع الله بدعوته فإنه يعظم أجره؛ لأنه له مثل أجور من تبعه، وهذا فضل عظيم يمن الله به على من يشاء.

يبقى إذا دعا من لم يستجب له، هل يكون أجره مثل أجر من اتبع؟ لا، يكون مأجورا على دعوته على جهاده على جهده على نصحه، لكن لا يحصل له أجر بأنه لم يستجب لدعوته، لا يكون له أجر مضاف إلى أجر الدعوة، هو على أجر في الدعوة لكن ما يكون هناك أجور تابعة، أجور يعني مضافة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: كان له مثل أجر من تبعه .

وفي الحديث الصحيح حديث سهل بن سعد في شأن علي رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم حمر النعم؛ يعني الإبل الحمر، رجل واحد، طيب ومن هدى الله به رجلين وثلاثة وأربعة وعشرة هل يكون منهم مثل من لم يتبعه إلا واحد.

ولهذا يتفاضل الأنبياء بكثرة الأتباع، ونبينا صلى الله عليه وسلم هو أكثر الأنبياء تابعا؛ كما في حديث عرض الأمم ثم رفع لي سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب إذا فلنبينا عليه الصلاة والسلام مثل أجور أمته منذ بعثه الله إلى يوم القيامة.

وهذا أمر لا تحيط به العقول، إنما نؤمن به على مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام له مثل أجور من تبعه من الناس إلى يوم القيامة لأنه صلى الله عليه وسلم الداعي إلى كل هدى، فكل من آمن به واتبعه فهو عليه الصلاة والسلام هو السبب الأول في هدايته وفيما حصل له من السعادة.

والله غني كريم واسع الفضل إذا أعطى الداعي مثل أجور الأتباع فإن ذلك لا ينقص، ليس معنى أنه يأخذ من أجور هؤلاء يأخذ من أجورهم للداعي، لا، يعطيه مثل أجورهم، فله مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك وهذه الجملة جاءت تأكيد، وإلا فقوله فله مثل أجر من تبعه "مثله" ولم يقل: فله من أجر من تبعه، بل قال: مثل أجر من تبعه ثم قال: لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .

فأجورهم موفرة وكاملة ولهذا الداعي مثل أجر من تبعه وانتفع بدعوته.

وفي المقابل كذلك الدعوة الأخرى دعوة الضلال، من دعا إلى ضلالة وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ والرسل هم المبلغون لهذه الدعوة ثم أتباعهم.

والأصل في دعوة الضلالة الشيطان فهو الداعي إلى كل كفر وباطل وبدعة ومعصية، ثم أتباعه من الكفار والمبتدعين والفجار "فمن دعا إلى ضلالة كان له مثل آثام من تبعه أو كان عليه مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ .

فالمستكبرون الداعاة العتاة المضلون هؤلاء عليهم أوزارهم ومثل أوزار من تبعهم: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ نعم الآية لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ يحملون أوزارهم ومثل أوزار من أضلوهم والآيات في هذا صريحة وواضحة.

وهذا أيضا في المقابل فما حال -من يعني- من كثر أتباعه على الضلال ما حاله؟ عليه مثل أوزار من تبعه، عليه مثل آثام من تبعه، "لا ينقص ذلك من آثامهم شيء" وكما أن لأولياء الله أئمة والدعاة إلى الله أئمة، أئمة الهدى وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ كذلك الكفار لهم أئمة دعاة وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ قال الله تعالى: وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ .

فالله يدعو ورسله يدعون ويبلغون دعوته وأتباعهم يدعون، وفي المقابل حزب الشيطان، الشيطان وحزبه كذلك، الشيطان يدعو إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ شيطان من شياطين الإنس والجن شياطين أعداء الرسل وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ .

ففي هذا الحديث يعني أبلغ ترغيب في الدعوة إلى الله، وأبلغ تعذير وترهيب من الدعوة إلى الضلال.

كذلك من وسائل الدعوة: الدعوة بالفعل؛ الدعوة تكون بالقول وبالفعل، تكون بالقدوة الحسنة وبالقدوة السيئة، أيضا يجب التنبه لذلك، كما جاء في الحديث: عندما ندب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصدقة وجاء رجل بصرة عجزت يده عن حملها لما رآه الناس تتابعوا على الصدقة، فقال عليه الصلاة والسلام: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.

س: قبل عرض الأسئلة أرجو المعذرة من الإخوة الذين لم تعرض أسئلتهم فالأسئلة كثيرة نقتصر على بعضها، يقول: فضيلة الشيخ ورد في صحيح مسلم وغيره من حديث جاء فيه " والله على ما يشاء قدير " هل في هذه العبارة لبس يعني مفهومها؟

ج: ما في لبس ما في مفهومها، القادر هو الذي إذا شاء شيئا فعله، فذكر المشيئة ليس قيدا في القدرة، الله قادر على كل شيء في جميع الأحوال، ولكن إنما تظهر القدرة إذا شاء القادر الفعل، فالعاجز هو الذي إذا أراد شيئا لم يفعله فالأمر في هذا واسع.

س: فضيلة الشيخ هذا يقول: من الناس من إذا حدثته عن الاستقامة احتج بقوله "لم يقدر الله لي هذا".

ج: هذه حجة باطلة، هذه حجة إبليس الاحتجاج بالقدر هذه لا تغني عنه شيئا، طيب وهل يقولها هذا في مطالب الدنيا يجلس ويقعد عن طلب مصالح دنياه، ويقول: إن الله لم يقدر.

هذه حجة يأتي الشيطان ويحتج بها لدفع لوم اللائمين، ولكنها لا تغني عنه شيئا ولا تدفع عنه عذابا، ولا تكون له حجة عند الله ولا عذرا وهو لا يقبل هذه الحجة، لو يعني عهد إلى من له عليه حق بأمر ليقوم به ثم جاء ووجده لم يفعله فقال: لِم لم تفعله لِم لم تفعل؟ قال: لم يقدر، هل يقبل ذلك منه وهو لا عذر له، هذه لا يقبلها أحد أبدا لكن يستحسنها الإنسان في دفع اللوم عن نفسه فيما يتعلق في الغالب؛ يعني فيما يوافق هواه، يدفع بها عن نفسه في الأمر الذي لا يريده فيما يخالف هواه، يحتج بالقدر.

هذا لا يمكن، هذه حجة داحضة لا يستقيم عليها أمر دين ولا دنيا، لكن الاحتجاج بالقدر في الأمور التي يغلب فيها الإنسان؛ يعني أمر لا يد للإنسان فيه ولا قدرة له عليه...، أو في أمر هو يعني ما هو بلازم ما هو ما قدر؛ يعني والله ما جيت لاجتماع أو للعزيمة مثلا والله ما قدر، ... الأمر واسع في هذا، ما قدر.

أما في أمر لازم له لا يمكن، لِم لم تؤدِ الصلاة؟ لِم لم تحج؟ لِم لم تؤدِ هذا الواجب وهذا الحق؟ لا ينفع أن نقول: والله ما قدر.

س: فضيلة الشيخ يقول: كيف نعامل من أظهر بعض الأمور المنكرة كمن لا يكفر اليهود ولا النصارى؟

ج: من لم يكفر اليهود ولا النصارى هو كافر، توكل على الله. نعم.

س: نعم فضيلة الشيخ يقول: ما المقصود بأن الله يطيل في أعمار من وصل رحمه؟

ج: المقصود إنه يطيل أعمارهم هذا هو الصحيح يطيل عمره، لكن من بر والديه فأطال الله عمره بسبب ذلك، فهذا ليس معناه أنه شيء طرأ يعني الله كتب إنه يعني عمره ستين ثم حدث إنه بر بوالديه وبعدين جاء له تمديد على ما يقال لا لا.

إذا بر بوالديه صار عمره سبعين ببر الوالدين، فالسبب والمسبب قد سبق به القدر، فالوجود جار على الأسباب والمسببات، والأسباب والمسببات كلها بقدر الله، فلطول العمر أسباب ولقسم الأعمار أسباب، والأسباب والمسببات بقدر الله خلافا لمن يقول: إن المقتول عند المعتزلة يكون مقتولا قد قطع عليه أجله؛ يعني يمكن كأن أجله مائة سنة فتعدى عليه القاتل وقتله وهو ما بلغ العشرين أو الثلاثين سنة لا، أبدا، الله تعالى قدر الأقدار وقدر الآجال. نعم.

س: فضيلة الشيخ يقول: ما المقصود بأن الدعاء يرفع القدر أو يصارعه؟

ج: المقصود أن الدعاء قدر والأمر الذي يدفعه القدر هو قدر، فالقدر المندفع هو قدر إذا اندفع شيء من المكروه فهو قدر مدفوع، وهذا القدر يدفعه

... الأسباب؛ يعني الأقدار تدفع بالأقدار، منازعة القدر بالقدر نفر من قدر الله إلى قدر الله.

والجوع هو قدر والأكل قدر والظمأ قدر والشرب قدر فتتدافع الأقدار، والدعاء قدر يدفع الله به ما شاء من الأقدار؛ يدفع الله به ما شاء من الأقدار ومن الأظهار ومن الأخطار، أما القدر المحتوم الذي سبق في علم الله أنه يكون فإنه لن يندفع ولن يكون هناك سبب يدفعه أبدا. نعم.

س: فضيلة الشيخ يقول: هل هناك تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا صريح الإيمان وقوله عليه الصلاة والسلام: فلينته

ج: قال العلماء: إن قول الرسول هذا صريح الإيمان يعني بغض هذا الوسواس وكراهته، هذا هو الإيمان، وهو من أثر صدق الإيمان، لأن الوسواس من الإيمان لا، الوسواس شيء من الشيطان وهو يعارض الإيمان، لكن بغض هذا الوسواس والنفرة منه والخوف من التضرر به هذا هو الباعث عليه الإيمان. نعم.

س: هذا كأن سؤاله مفاد السؤال يقول: هل من الاعتداء في الدعاء أن أدعو أن يريني الله وجهه في المنام؟ هذا اللي فهمته من السؤال.

ج: لعل هذا من الاعتداء في الدعاء. نعم.

س: فضيلة الشيخ يقول: يقول الله تعالى لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ كيف يعرف الشيطان ما يخطر على قلب الإنسان؟

ج: لا، هذا ما هو، هذا ما هو بغيب بالنسبة للشيطان، الملائكة تعلم ما في نفسك، إذا وجد الشيء في نفسك الملائكة تعلم به وتكتبه، الملائكة يكتبون الهموم، إذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، إذا هم بسيئة كتبت، وهي هموم ما برزت.

والشيطان كذلك، إذا يمكن يلقي الوسوسة وهو يلقي هو ما علم في نفسك وما علم أيضا، يمكن يعلم بعض الأمور التي تكون في نفسك يطلعه الله عليها، ويمكن ينسيه وهو نفسه يلقي شيئا يلقي البذر في أرض القلب. نعم.

س: فضيلة الشيخ يقول: النظريات الباطلة التي تقول لا إله والحياة مادة وتقول: لا نؤمن إلا بما نرى وغيرها هل هي مما له علاقة بحديث التساؤل بين الناس مَنْ خَلَق الله فيه علاقة يعني؟

ج: لا، هذه تتضمن الجحد للخالق، وأما الذي جاء ذكره في الوسواس في الحديث، هذه الشبهة قد يعني يستغلها ملحد، فالذي يتكلم بمثل هذه الشبهة بهذا الوسواس؛ إما أن يتكلم بها جاهل يعني خطرت في قلبه وطرأت عليه، أو يقولها ملحد يريد إفساد عقائد الناس؛ اقرءوا شرح الشيخ عبد الرحمن، فإنه في هذا قد أبدع وأجاد وأفاد -رحمه الله-. نعم.

س: فضيلة الشيخ يقول: أرجو التفصيل في هذا، فيمن يتعصب لبعض الأشخاص من العلماء وطلبة العلم ويتحزب فقد ظهر هذا كثيرا في صفوف الشباب خاصة؟

ج: على كل حال أنا ذكرت شيئا من هذا مر على مناسبة فيما يجب لأهل العلم؛ وهو الاحترام التقدير وعدم التعصب وعدم الإفراط، فلا يجوز التعصب لأحد والغلو في أحد لا من الأحياء ولا الأموات، يجب أن يكون الإنسان محكما لشرع الله متبعا لهدى الله، منزلا كل أحد منزلته ناصحا لعباد الله ينصح لعباد الله، يحب لهم الخير ويكره لهم الشر، ويعمل على الإصلاح والتسديد والتماس العذر، ويدعو للجميع وهذا مقتضى النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والله أعلم. نعم.