المناصرون الجزائريون قرروا حمل الأعلام الفلسطينية في جنوب إفريقياغزة ستكون عنوان حرب جزائرية اسرائيلية في كأس العالم كل التقارير الإعلامية والسياسية أجمعت على أن إسرائيل في قرصنتها الأخيرة على أسطول الحرية قتلت الناس ولم تنتصر، والذين نسوا أهل غزة ذكرتهم هذه الأحداث.. وكل التجمعات العالمية الرياضية أو الاقتصادية أو الثقافية تحولت وستتحول للتضامن مع أهل غزة وأهمها منافسة كأس العالم التي ستشارك فيها الجزائر كبلد مسلم وحيد من بين 32 منتخبا في غياب إيران وتركيا وبقية الدول العربية التي دأبت على المشاركة مثل السعودية وبلدان المغرب العربي .. ومجرد القيام بإطلالة على وكالات السفر التي ستنقل أنصار المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا أو معهد باستور الذي يتكفل حاليا بتطعيم المناصرين من مختلف الأمراض، ومساءلتهم عن الأجواء التي سيصنعونها في جنوب إفريقيا ستجد إجماعا على أن غزة ستكون في القلوب وعلم فلسطين سيكون إلى جانب العلم الجزائري، ويشاهد العالم علم فلسطين ويقرأ كلمة غزة في كل الملاعب إلى غاية الدور النهائي الذي سيحضره الكثير من المناصرين الجزائريين. وكانت ظاهرة رفع الأعلام الجزائرية والفلسطينية وأيضا الإسرائيلية في نهاية الدوريات الأوربية وكؤوس الأندية قد تطورت بشكل لافت للأنظار ..
وقد فضل الجزائريون الذين تحولوا إلى ظاهرة في الملاعب العالمية على رفع العلم الفلسطيني الذي صار يرفرف في كل مباريات أولمبيك مارسيليا وأولمبيك ليون وأيضا مباريات ريال مدريد وشاهدناه في اللقاء الودي الأخير في ملعب إيرلندا، وتحركت الجمعيات اليهودية في فرنسا واسبانيا ومنها جمعية يهود إسبانيا التي طالبت بمنع رفع الأعلام التي لا دخل لها بالمنافسة على كل المتفرجين من دون استثناء رغم أن الإسرائيليين يستغلون كل المناسبات لأجل رفع علم دولتهم اللقيطة، كما حدث في لقاء نادي برشلونة أمام أنتير ميلانو في إياب النصف النهائي لرابطة أبطال أوربا، حيث رافق اليهود النادي الكتالاني بأعلامهم، وهذا كرد على العلم الفلسطيني الذي رفرف في الكلاسيكو الإسباني بين نادي ريال مدريد ونادي برشلونة وأيضا في لقاء النصف النهائي من أوربا ليغ الذي واجه فيه ليفربول أتليتيكو مدريد بحجة وجود لاعب إسرائيلي في ليفربول مسجل الهدف الثاني، ولا يمكن نسيان ما فعله لاعب من غانا في المونديال الماضي عندما أخرج علم الدولة العبرية ابتهاجا هدف لمنتخب بلاده في شباك التشيك..
وكانت الصحف الإسبانية ومنها صحيفة "آل بايس" قد أشارت إلى خطورة الوضع الذي يمكنه حسبها إلى التحول إلى فتنة بين المناصرين ويفجر أحداث عنف في الملاعب الإسبانية التي تعتبر مسارح للعائلات ولم يحدث وأن شهدت أي تجاوزات منذ سنوات طويلة وقالت صحيفة "آل بايس" أن خلط الرياضة بالسياسة ترفضه إسبانيا إطلاقا، وهي التي تمنع الباسكيين من رفع أعلامهم كما هو حاصل مع الناديين الشهيرين أتليتيكو بيلباو وريال سوسيداد، فما بالك برفع أعلام دول أخرى غير إسبانيا.. ومعلوم أن العلم الجزائري وحتى الفلسطيني بأيدي الجزائريين شكّل في كل ملاعب العالم ظاهرة وكان يصاحب لاعبي الخضر الذين ينشطون في أوربا مثل غزال ومطمور
وبوقرة، ولكنه الآن صار يتواجد في لقاءات لا يشارك فيها الجزائريون.. وعلمنا أن الجالية الجزائرية في جنوب إفريقيا التي يقارب تعداده الألف جزائري تقوم حاليا بإنجاز علم عملاق لفلسطين ستعلقه في حفل الافتتاح وأيضا في اللقاء النهائي، ناهيك عن مباريات الخضر.. وإذا كان الإسرائيليون قد عادوا لرفع أعلامهم بعد أن اشتهروا بذلك في السبعينات مع نادي أجاكس الذي كان مسيطرا على الحدث الكروي الأوربي في زمن الحرب العربية الإسرائيلية، فإن عودتهم في آخر لقاءات الدوريات الأوربية، جاءت ردا على ما قام به الجزائريون في الملاعب العالمية ورفعهم للعلم الفلسطيني.. بينما غياب إسرائيل عن المشاركة في المونديال سيجعل الحرب المعلنة مؤخرا بين الإسرائيليين والجزائريين محسومة لصالح الجزائريين الذين كانوا ضمن قافلة الحرية وسيرفعون أعلام الحرية... وذاك أضعف الإيمان.